قال الله سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)

قال الله سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)

الإمام علي


قال الإمام علي عليه السلام : أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس ذهب الجسد وكذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان

03‏/06‏/2012

إنهم يكبرون


بقلم :   أسماء العبودي   2012-02-01 8 /3 /1433  

http://almarefh.net/img/1338es78631127‭.jpg
يجد الكثير من المتخصصين في التربية أن المراهق في الوقت الحالي أكثر تقبلاً وتصالحًا مع ذاته وهو يعيش تغيرات المراهقة، فالأمور الحياتية والمهارات التي كان المراهقون سابقًا يعانون منها ولت - فيما يبدو- إلى غير رجعة.
مراهق اليوم يعتبر خبيرًا صغيرًا، فهو مطلع على التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي ومنفتح على عالم المعرفة، بل أصبح محترفًا في التعامل مع هذه الأدوات وربما أصبح يتولى تدريب والديه الذين لم يتمكنا من اللحاق بركب هذه التطورات السريعة، والتي لا شك أنها عمقت علاقته بالمعلومة الحقيقية التي أصبح من السهل الحصول عليها دون وسيط من البشر.


البحث عن الذات..
يقضي المراهقون الوقت الأكبر من يومهم داخل غرفهم بمفردهم، وربما هذا يدفعنا للتساؤل عن ماذا يفعلون، وما الذي يشغلهم، ونجد الكثير منهم يهتم بتهيئة غرفته بالوسائل التي تريحه من جهاز حاسب أو التلفزيون أو بعض المجلات والكتب التي يفضلها في الكثير من الأحيان عن الخروج مع العائلة إلى المحلات العامة أو الزيارات العائلية التي يشعر بأنها مفروضة عليه ويبدأ بمقاومتها، وقد يغيب عن أذهان الوالدين أن المراهق هنا يكون في حالة بحث دائم عن نفسه، وأنه بحاجة إلى نوع من العزلة التي تجعله يحدد أكثر ما هي الأماكن التي يحب الذهاب إليها ومن هم الأشخاص الذين تريحه صحبتهم ويقبلونه بحب غير مشروط، وهذا الأمر يساهم كثيرًا في أن يكون المراهق هويته حيث يبدأ يعيش التجارب ويكون الخبرات والعلاقات ومن خلالها يعيش ويمر ببعض الانتصارات وأحيانًا لا بد من الخيبات.
بلا قلق..
سنفاجأ منهم بأسئلة مختلفة، وسيفاجئوننا بأساليب مختلفة من التفكير، لقد أصبحوا أكثر تعلقًا بالأسئلة العميقة، التي ربما تتعلق بالخلق والأديان وأحيانًا عن أنفسهم، أو عن ما هو المهم في نظرهم ونظر المحيطين بهم وعن كيفية اللحاق بالآخرين الذين سبقوهم، سنجدهم يحومون حول شخصيات معينة، ويبحثون عنها وربما يتعلقون بها لذا تبدو القدوة في هذه المرحلة هي المهمة جدًا، فقد نجدهم يتعلقون برمز سياسي، وربما كروي أو سينمائي أو ثقافي ، يتعلقون بهؤلاء الأشخاص ويتبنون أفكارهم وآراءهم يتحدثون عنهم ويعلقون صورهم وربما يتعدى الأمر أكثر من ذلك بتقليد أشكالهم وطريقة لبسهم.
يجب أن نتغير..!!
لكي نصل إلى أمر سواء بيننا وبينهم.. نحن من يجب أن يتغير وأن يجرب أساليب جديدة لا تتسبب في حدوث كارثة ما أو تعارض وتحد وربما غضب، ما يجب أن نفعله هو أن نحاول قدر الإمكان تجنب الصراعات، فالدخول مع مراهق في صراع هو خسارة فادحة للوقت والجهد وللعلاقة معه، فالأهل غالبًا ما يودون الفوز بأن يجبروا المراهق على فعل ما يريدون.. ولكن هل فعلاً يحصلون على ذلك ؟ لا يكسب أحد الصراع مع مراهق لأنه صراع على السلطة، وفي هذا الأمر يجب أن نتسامى عن أن تكون المعركة شخصية ونركز على أن نجعل المراهق  يعاني من نتيجة عدم فعل ما هو مطلوب على أن نجبره على أن يفعل ما نطلبه، ولابد من شرح وتفسير هذا الأمر له بهدوء ، دون تشنج أو سلطوية.
كن صديقًا فقط..
ماذا لو جعلت منه صديقًا.. خذ منه موعدًا للخروج معه لشرب القهوة في مكان عام يحبه، اترك له فرصة دعوة من يشاء، أحضر له هدية يحبها، مثلا صورة لاعبه المفضل أو قميص يحمل نفس رقم لاعبه المفضل أو فيلم ألعاب  يرغب به.. اجعل بعض الأمور في البيت بمنزلة وظيفة يؤديها ويحصل من خلالها على مزايا أو مكافآت، كن مستمعًا جيدًا له، لا تؤنب أو توبخ أو ترفع صوتك عليه وخاصة أمام الآخرين، تقبل أخطاءه وناقشه فيها، وضح أين مكمن الخطأ وامنحه فرصة التصحيح، ابتعد عن أسلوب المحاضرة والوصاية، شاركه مشاعر الفرح والحزن والخيبات، أعطه الفرصة الملائمة للحديث، صحح بعض الأفكار والمفاهيم الخاطئة، ناقش معه الإمكانات المتاحة له ، امنحه الضوء الأخضر للحركة وأخبره أين هي الخطوط الحمراء كي لا يتجاوزها، اتفق واختلف معه، ولكن حاذر من إقصائه وافعل معه كما تفعل مع أصدقائك حين تتفق معه على الخروج في رحلة برية من توزيع مهام وتكفل ببعض المسؤوليات، ثق بقدراته وامنحه الشعور بالأمان، وفي حال رفض التعاون، حدد له الضوابط، ووضح له النتائج المطلوبة دون أن يصحب الأمر أي نوع من الحقد أو التشفي أو التمنن.. تذكر دائمًا أنك مع المراهق لا بد أن تصل معه إلى تسوية.

ليست هناك تعليقات: