قال الله سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)

قال الله سبحانه (إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ)

الإمام علي


قال الإمام علي عليه السلام : أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس ذهب الجسد وكذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان

03‏/06‏/2012

قصة أطفال للأديب أندري سنير ماجناسون، وعنوانها: (من يقدر أن يوقف عجلة الزمن؟)


تدور أحداث القصة حول ملك، يملك أراضي لا حدود لها، يحترمه الجميع ويخافونه، فكلمة منه قادرة على القضاء على شعوب بأكملها، وكلمة منه قادرة على أن تهب السعادة لهم، لكن الأمر الذي كان يقلقه، هو أنه لا يملك من العمر، أكثر مما يملك أقل خادم في قصره، وهو أمر لم يكن يقبل به، فكان ينام كل ليلة في قصر مختلف، وجرب كل الحيل والعقارات، لكنه لم يجد حلا.


إلا أن الشيء الذي كان يؤلمه أكثر من خوفه على حياته، هو أن ابنته فائقة الحسن، يمكن أن يتقدم بها السن، وتفقد نضارة بشرتها، وتظهر في وجهها يومًا التجاعيد، بل تموت أيضًا. لذلك أعلن الملك عن استعداده أن يهب نصف مملكته،  لمن يستطيع أن يوقف عجلة الزمن، فجاء السحرة، والأطباء، وجاء الموسيقيون والفلاسفة، كلهم حاولوا طويلا، ولكنهم فشلوا جميعا، واستمرت عجلة الزمن في الدوران، وازداد ضيق الملك وخوفه، واكتأب كثيرًا، وأصبح يكره رؤية الناس جميعًا.
في صباح يوم من الأيام وصل القصر فريق من الأقزام، يحملا نعشًا زجاجيًا، وطلبوا مقابلة الملك، ولما دخلوا عليه شرحوا له حيلتهم، فالنعش ليس مصنوعا من الزجاج كما يبدو عليه، بل من خيط العنكبوت، لكنه مصنوع بمهارة فائقة، فالنسيج متماسك جدًا، وليس به ثقب يدخل منه أي شيء، حتى الزمن لا يستطيع أن ينفذ خلاله!
طلب الملك من ابنته أن تدخل النعش، وترقد فيه، ففعلت، وأغلق الأقزام الغطاء عليها، فنامت، وبقيت في سبات عميق، وبعد أن فتحوه وخرجت، لم يتغير فيها شيء، وكأن الزمن قد توقف، كررت ذلك مرة بعد مرة، ونجحت التجربة، وأصبحت تختار الأوقات التي تستحق أن تعيشها، وتدخل النعش في غيره من الأوقات.
طالت الأوقات التي ترقد فيها في النعش، وتقدم العمر بأبيها، حتى فقد الذاكرة، وأصبح ينساها، ونسيها من في القصر، حتى اكتشفها صبي صغير، فتح النعش، فخرجت بعد عقود من الزمان، ولكنها اكتشفت أن كل لحظات العمر، تستحق أن نعيشها وأن نستمتع بها.
ويقول المؤلف إنه يريد من قصته، أن يقول للأطفال إن شهور الشتاء التي يكرهها البعض، لأنها دائمة الظلام، تستحق أن نعيشها ونستمتع بها، حتى لحظات الانتظار في الطابور، وغيرها من الأوقات التي لا نحبها، تمثل 20 عاما من أعمارنا، فالأولى أن نستمتع بها، بدلا من أن نقضيها في ضجر واستياء وغضب، وإلا قضيناها، مثل المحكوم عليه بالسجن المؤبد.

ليست هناك تعليقات: