بقلم : شفياء ظافر الشهري 2012-02-01 8 /3 /1433 �
حين تنجح أي مؤسسة أو دائرة أو مدرسة يتبادر للذهن للوهلة الأولى أن وراء تلك المدرسة أو المؤسسة قائدا ناجحا مميز ولديه إمكانيات مادية كبيرة ونماذج بشرية نادرة. وبالتالي قد يتصور القائد الجديد أو من يرشح لقيادة أي مجموعة أنه لكي يتميز بمن يقودهم لا بد أن يملك كل تلك الإمكانيات، ولكن من خلال تجربتي في عملي كمديرة مدرسة ولسنوات ليست بقليلة وجدت أن أي مدرسة أو دائرة قد تتميز بقائدها الناجح الذي لا يجعل العقبات المادية والبشرية أمام ناظره عقبة تحول بينه وبين تميز مؤسسته. حين يفكر المدير أو القائد أن كل الإمكانيات المتاحة أمامه قد تجعل كل الصعوبات مذللة له إذا جعل أمله كبيرًا في قدرات أفراد مجموعته ويجعل العقبات خلف ظهره سيرى كل ما هو عقبة سلمًا يصعده ويرتقي من خلاله. ولكن قبل أن يخطط لنجاح تلك المؤسسة عليه أن يعرف أدق تفاصيل صفات من يقود ثم يحدد إمكانياتهم وقدراتهم وظروفهم وميولهم ويعرف كيف يصل إلى قلوبهم ويجعلهم لا يشعرون بأن هناك رئيسا يراقب أخطاءهم ويلقي اللوم عليهم، بل يضع يده بأيديهم ويشاركهم أفراحهم ويواسيهم في أحزانهم يتعاون معهم في العمل الذي يخصهم إذا وجد أنهم بحاجة إلى شيء من خبراته وحينها ينسى الجميع العمل تحت مظلة تنفيذ أوامر رئيسهم، يعملون تحت مظلة الفريق الواحد المتكاتف يتحرج أحد أفراده أن يكون سبباً في تخلف فريقه عما يصوب إليه أفراد مجموعته. طبقت هذه التجربة على مجموعة معلمات عددهن قليل في قرية نائية بعيدة عن كل مظاهر التمدن والتقدم بإمكانيات مادية محدودة فشاهدت تميزًا منقطع النظير وخاصة تميز التحصيل العلمي لدى طالباتنا وظهور مواهب لا تقاس على مستوى مدارس المنطقة فحسب بل على مستوى المملكة، شاهدت من طالباتنا الكاتبة والفنانة التشكيلية والطبيبة وغير ذلك مما أثلج صدري.. إني أعمل قائدة بطريقتي الخاصة بعيدة عن مكتبي الأنيق وكرسيي الدوار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق